Sabtu, 13 Mei 2017

منهج الطبرسي في تفسيره : مجمع البيان"

المقدمة
إن المتأمل في نشأة الخلاف في الأمة الإسلامية ومراحله التي مر بها، يلحظ عن قرب أن الخلاف بين الصحابة رضي الله عنهم لم يورث فرقة، ولا جعله بعضهم سببًا في تضليل بعض ولا تفسيقه، فضلًا عن خروجه من الملة.
ثم جاء ـ بعد ذلك ـ قوم لم يستضيئوا بنور النبوة، ولم يشرفوا برؤية النبي صلى الله عليه وسلم، فاستغلوا ـ أحيانًا ـ اختلاف الصحابة في بعض المسائل، واتخذوا من هذا الخلاف سبيلًا إلى تفريق كلمة الأمة،  ومن هذه الآراء الفاسدة تفرعت آراء كثيرة لم تلبث أن أصبحت عقائد لفرق شتى. منها الشيعة وخاصة الإمامية فقد استمرت إلى اليوم، فقد دعموا مذاهبهم بكثرة المؤلفات التي تقوم على التأويل لكتاب الله عز وجل وتأويل ما صح عن نبيه صلى الله عليه وسلم، وبوضع أحاديث مكذوبة على الرسول عليه الصلاة والسلام وآل بيته.
لقد تعددت مؤلفاتهم في تفاسير القرآن العظيم، وسنخص هذا البحث في إحدى من تفاسيرهم، وهو مجمع البيان لعلوم القرآن للطبرسي.



‌أ.              التعريف بالمؤلف
1.          اسمه ونسبه
هو أبو علي الفضل بن الحسن الطبرسي الطواسي السبزاري الشيعي أبو علي[1]المعروف بأمين الإسلام، من أبرز علماء الشيعة الإمامية في القرن السادس الهجري. له مصنفات كثيرة منها تفسير مجمعالبيان الذي يعد من التفاسير المهمة عند الشيعة.
2.          مولدته ونشأته
ولد أمين الدين (أوأمين الاسلام) أبو علي، الفضل بن الحسن الطبرسي في مدينة مشهد سنة 468 أو 469 هـ ونشأ في بيت عرف أهله بالفضل والعلم. أخذ العلم من مشايخ عصره الأجّلاء حتى صار عالمًا شامخًا من أعلام الإمامية . وقد اشتغل في علم اللغة، والاشتقاق، والمعاني والبيان، والتاريخ، والحساب، والجبر والمقابلة[2].
له تصانيف كثيرة تغلب عليها الاختيارات، وله في الاختيار من الكتب مرتبة عالية، فإن اختيار الرجل يدلّ على عقله، فمثلا كان اختياره من كتاب المقتصد في النحو، اختيارا حسنا وفي غاية الكمال، واختار من شرح حماسة المرزوقي اختيارا في منتهى الحسن، وله اختيار من تفسير الإمام الزّمخشريّ، في غاية الجودة.وله تفسير في عشرة مجلدات، وكتب أخرى كثيرة.توفي بقصبة السّبزوار ليلة الأضحى العاشر من ذي الحجة سنة ثمان وأربعين وخمس مئة، ونقل تابوته إلى المشهد الرضوي، على ساكنه التحية والسلام.[3]
3.          مؤلفاته
قد ألف الطبرسي في التفسير ثلاثة كتب:
الأول : مجمع البيان في تفسير القرآن
الثاني : تفسير جوامع الجامع
الثالث : الكاف الشاف عن الكشاف ، وتسمى هذه التفاسير بالكبير والوسيط والوجيز.[4]
‌ب.       التعريف بالكتاب و دوافع تأليفه
اسم هذا الكتاب هو مجمع البيان في تفسير القرآن، من أهم تفاسير القرآن الكريم ، وهو من تأليف العالم والمفسر الشيعي الفضل بن الحسن الطبرسيوفاة 548ه. ،ويُعدّ هذا التفسير من التفاسير القيمة الذي وقع موقع القبول عند الشيعة والسنة، واعتبره الفريقين من أقدم المصادر التفسير ية ، كما أن الدارسين والباحثين يرون لهذا التفسير أهمية من حيث الدقة والترتيب والإتقان ووضوح. ومن مميّزات هذا التفسير أن المؤلف تطرق فيه لتفسير القرآن الكريم معتمدًا في ذالك على اللغة ، ثم الإعراب، ثم الحجة ، ثم القراءة ، ثم المعنى ، وما اقتصر على آراء مذهب دون آخر، بل ذكر آراء جميع المذاهب الإسلامية، فجاء هذا التفسير مميزاً عن سائر التفاسير ومعترفاً به من قبل الأمة الإسلامية قاطبة.
ألف الفضل بن الحسن الطبرسي هذا الكتاب لأنه شعر بنقصان العناية والإهتمام بشأن القرآن والتفسير فى زمن حياتة الخطيرة الذى فيه كثرة النزاع و شديد التشوف إلى جمع كتاب في التفسير، ينتظم أسرار النحو اللطيفة، ولمع اللغة الشريفة، وغير ذالك من علومه الجمة حتى قصر هممه على التحصيل حقائقه وبذل غايته الجهد والكد لتأليف هذا كتاب التفسير. [5]
فسير مجمع البيان من أهم وأفضل تفاسير المسلمين ، وقد اعترف بمكانته السامية علماء الشيعة و السنة. ومما ورد في حق هذا التفسير ما كتبه الشيخ محمود شلتوت شيخ جامع الأزهرومن مؤسسي "دار التقريب بن المذاهب الإسلامية" في مقدمة لإحدى طبعات هذا التفسير، وأشار في ذلك إلى إنصاف الطبرسي وصفاؤه الباطني ونزاهته من كلّ تعصب طائفي، وأنه أورد أقوال السلف من المفسرين بكل أمانة وحياد دون النظر إلى مذاهبهم، وفي ختام المقدمة يقول الشيخ شلتوت : إنّ تفسير مجمع البيان بما فيه من مزايا يفضل على جميع تفاسير القرآن المؤلفة من قبل علماء الإسلام على اختلاف مسالكهم ومذاهبهم طوال مئآت السنينويقول الشيخ عبد المجيد سليم –شيخ الجامع الأزهر آنذاك ووكيل جماعة التقريب- عن هذا التفسير: "... هو كتاب جليل الشأن غزير العلم كثير الفوائد وحسن الترتيب. لا أحسبني مبالغاً إذا قلت إنه في مقدمة كتب التفسير التي تعد مراجع لعلومه وبحوثه , وجدت صاحبه عميق التفكر عظيم التدبر ، متمكنا من علمه ، قويا في أسلوبه وتعبيره، شديد الحرص على أن يجلى للنّاس كثيرا من المسائل التي يفيدهم علمها"
‌ج.         طريقة تفسيره
1.   تقديم ذكر المكي والمدني في مطلع كل سورة.
2.   ذكر الاختلاف في عدد الآيات وأقوال تلاوتها وقراءاتها مع توضيح العلل والاحتجاجات.
3.   ذكر الإعراب والمشكلات، وأسباب النزول ومعاني الاحكام والتأويلات.
4.   سرد القصص والبراهين المبينة في المشكلات.
5.   ذكر ما جاء من الاخبار المشهورة في فضل القرآن وأهله

د‌.            منهج تفسيره
1.          منهج تفسيره من حيث المصدر
والحق أن تفسير الطبرسي بصرف النظر عما فيه من نزعات تشيعية وآراء اعتزالية.[6]
إذا رأينا إلى تفسيره ببعض المسائل، في العقيدة مثلا أن الطبرسى يحاول من وراء هذا الجدل العنيف أن يثبت عصمة الأئمة، وهى عقيدة فاسدة يؤمن بها هو ومن على شاكلته من الإمامية الإثنا عشرية، ولا شك أن هذا تحكم فى كلام الله تعالى دفعه إليه الهوى وحمله عليه تأثير المذهب. كتفسيره في العقيدة إنه يحاول من وراء كلامه الجدل العنيف أن يثبت عصمة الأئمة، وهى عقيدة فاسدة يؤمن بها هو ومَن على شاكلته من الإمامية الإثنا عشرية[7]
إذن، كان  التفسير للطبرسي بالرأي المذموم، على اعتداله بمذهب الشيعة، فكان التفسير بالرأي المذموم هو أن يفسر المفسر بمجرد الرأي والهوى. فقد اعتقد على معتقدات باطلة وآراء زائفة ليس لها سند ولا دليل[8]
الطبرسي متأثر في تفسيره بفقه الإمامية الاثني عشرية وآرائهم الاجتهادية، فنراه يستشهد بكثير من الآيات على صحة مذهبه، أو يرد استدلال مخالفيه بآيات القرآن علىمذاهبهم، وهو في استدلاله ورده، ودفاعه وجدله، عنيف كل العنف، قوي إلى حد بعيد.[9]
لنرى كيف يميل الطبرسى بالآيات القرآنية إلى المعانى التى تتفق ومذهبه، وكيف يحاول بكل قواه الجدلية العنيفة أن يقيم مذهبه على أسس من القرآن الكريم، وأن يرد ما يصادفه من ظواهر النصوص ويدفع بها فى وجه خصمه:
المهدى:
والطبرسى يدين بالمهدى، ويعتقد أنه اختفى وسيرجع فى آخر الزمان، وقد تأثر بهذه العقيدة، فنجده عند تفسيره لقوله تعالى فى الآية 3 من سورة البقرة: {الذين يؤمنون بالغيب ويقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون} يذكر الأقوال الواردة فى المعنى المراد بـ "الغيب"، وينقل فى جملة ما ينقل من الأقوال: أن ابن مسعود وجماعة من الصحابة فسروا الغيب بما غاب عن العباد علمه. ثم يقول: "وهذا أولى لعمومه، ويدخل فيه ما رواه أصحابنا من زمان غيبة المهدى ووقت خروجه.[10]
2.          منهجه من حيث ترتيب الآية
أن الطبرسي يستخدم في تفسيره بالنسبة إلى ترتيبه في الآية بالتفسير التحليلى لأنه تنظم الآية حسب ترتيب القرآن من سورة الفاتحة إلى سورة الناس
3.          منهجه من حيث وسعبيانه
إنّ القارئ لتفسير الشيخ طنطاوي، يلاحظ طريقته التي سلكها، ويرى الصورة واضحة في الأسلوب الذي اتبعه وقصده. فهو يفسّر الآيات القرآنية تفسيرا لفظيا مختصرا، لا يخرج عما في كتب التفسير المتداولة، ولكنه يدخل في ابحاث علمية مستفيضة. تراه يضع في تفسيره كثيرا من صور الحيوانات والنباتات، ومناظر الطبيعة، وتجارب العلوم، ليوضح للقارئ توضيحا يجعل الحقيقة أمامه وكأنها أمر مشاهد محسوس. كما أنه رحمه الله- يستشهد أحيانا على ما يقول بما جاء في إنجيل برنابا- وهو في رأيه أصح الأناجيل- وفي تفسيره يعتمد على النظريات الحديثة، والعلوم الجديدة، التي لم يكن يعرفها العرب.[11]
فتفسيره من التفسير على البيان التفصيلي لأنه يجمع أنواع هذا العلم وفنونه، ويحوى فصوصه وعيونه، من علم قراءاته وإعرابه ولغاته، وغوامضه ومشكلاته، ومعانيه وجهاته، ونزوله وأخباره، وقصصه وآثاره، وحدوده وأحكامه - وحلاله وحرامه، والكلام على مطاعن المبطلين فيه، وذكرنا ما يتفرد به أصحابنا - رضى الله عنهم - من الاستدلال بمواضع كثيرة منه على صحة ما يعتقدونه من الأصول والفروع، والمعقول والمسموع، على وجه الاعتدال والاختصار، فوق الإيجاز دون الإكثار، فإن الخواطر فى هذا الزمان لا تحمل أعباء العلوم الكثيرة، وتضعف عن الإجراء فى الحلبات الخطيرة، إذ لم يبق من العلماء إلا الأسماء، ومن العلوم إلا الذماء[12]
4.          منهجه من حيث عرض مباحثه
نرى من حيث عرض مباحثه بأنه تفسيره من تفسير المقارن لأنه ذكر في تفسيره الاختلاف فى المشائل المختلفة. كما قال الإمام الأكبر الشيخ محمود شلتوت : فعهدنا بكتب التفسير الأولى أنها تجمع الروايات والآراء في المسائل المختلفة ، وتسوقها عند الكلام على الآيات سوقا متشابكا ربما اختلط فيه فن بفن، فما يزال القارئ يكد نفسه في استخلاص ما يريد من هنا وهناك حتى يجتمع إليه ما تفرق، وربما وجد العناية ببعض النواحي واضحة إلى حد الاملال، والتقصير في بعض آخر واضحا إلى درجة الاختلال".[13]
ومثال من مقارنته تفسيره للفظ "الصراط المستقيم" في قوله تعالى : (ٱهْدِنَا ٱلصِّرَاطَ ٱلْمُسْتَقِيمَ)[14]
وقيل في معنى الصراط المستقيم وجوه:
أحدها: أنه كتاب الله وهو المروي عن النبي صلى الله عليه وسلم وعن علي (ع) وابن مسعود وثانيها: أنه الإسلام وهو المروي عن جابر وابن عباس وثالثها: أنه دين الله الذي لا يقبل من العباد غيره عن محمد بن الحنفية والرابع: أنه النبي صلى الله عليه وسلم والأئمة القائمون مقامه وهو المروي في أخبارنا والأولى حمل الآية على العموم حتى يدخل جميع ذلك فيه لأن الصراط المستقيم هو الدين الذي أمر الله به من التوحيد والعدل وولاية من أوجب الله طاعته.[15]
ج‌.         الاتجاهات في تفسيره
1.          الاتجاه اللغوي
اتجه هذا التفسير إلي إتجاه اللغوى لأنه قدم في كل آية الاختلاف في القراءات، ثم ذكر العلل والاحتجاجات، ثم ذكر العربية واللغات، ثم ذكر الإعراب والمشكلات، ثم ذكر الأسباب والنزولات، ثم ذكر المعاني والأحكام والتأويلات، والقصص والجهات، ثم ذكر انتظام الآيات. على أني قد جمعت في عربيته كل غرة لائحة، وفي إعرابه كل حجة واضحة، وفي معانيه كل قول متين، وفي مشكلاته كل برهان مبين، وهو بحمد الله للأديب عمدة، وللنحوي عدة، وللمقرئ بصيرة، وللناسك ذخيرة، وللمتكلم حجة، وللمحدث محجة، وللفقيه دلالة، وللواعظ آلة[16]
فمثال من اتجاهه اللغوي، تفسيره لقوله تعالى : (ذَلِكَ ٱلْكِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ) [17] فقال :  (لا ريب) قال سيبويه: لا تعمل فيما بعدها فتنصبه بغير تنوين وقال غيره من حذاق النحويين: جعل لا مع النكرة الشائعة مركباً فهو أوكد من تضمين الاسم معنى الحرف لأنه جعل جزءاً من الاسم بدلالة إنك تضيف إليه مجموعاً وتدخل عليه حرف الجر فتقول جئتك بلا مال ولا زاد فلما صار كذلك بني على الفتح وهما جميعاً في موضع الرفع على الابتداء فموضع خبره موضع خبر المبتدأ وعلى هذا فيجوز أن تجعل فيه خبر ويجوز أن تجعله صفة فإن جعلته صفة, أضمرت الخبر وأن جعلته خبراً كان موضعه رفعاً في قياس قول سيبويه من حيث يرتفع خبر المبتدأ وعلى قول أبي الحسن الأخفش موضعه رفع والموضع للظرف نفسه لا لما كان يتعلق به لأن الحكم له من دون ما كان يكون الظرف منتصباً به في الأصل ألا ترى أن الضمير قد صار في الظرف[18]. 
2.          الاتجاه العقائدي
يتعرض الطبرسي في تفسيره لبعض القضايا العقائدية والكلامية مثل أفعال العباد، ومسألة الجبر والاختيار، والرؤية، والإسلام والإيمان، والشفاعة، والعصمة، والإمامة، وغير ذلك من المباحث[19]
مثال تفسيره لقوله تعالى : (ثُمَّ بَعَثْنَٰكُم مِّن بَعْدِ مَوْتِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ)[20]
قال ما نصه: واستدل قوم من أصحابنا بهذه الآية على جواز الرجعة وقول من قال إن الرجعة لا تجوز إلا في زمن النبي صلى الله عليه وسلم ليكون معجزاً له ودلالة على نبوته باطل لأن عندنا بل عند أكثر الأمة يجوز إظهار المعجزات على أيدي الأئمة والأولياء والأدلة على ذلك مذكورة في كتب الأصول.[21]
قال الذهبي :" والطبرسي معتدل في تشييعه غير مغال فيه كغيره من متطرفي الإمامية افثنا عشرية، ولقد قرأنا في تفسيره فلم نلمس عليه تعصبا كبيرا، ولم نأخذ عليه انه كفرا أحدا من الصحابة او طعن فيهم بما يذهب بعدالتهم ودينهم".[22]
3.          الاتجاه الباطني
قال الذهبي: "والطبرسي مع أنه في كتابه هذا يفسر تفسيرا يتمشى مع الظاهر المتبادر إلى الذهن إلا أنا نلاحظ عليه أحيانا أنه يذكر المعاني الباطنية، او بعبارة أخرى يذكر التفسير الرمزي الذي يقول به الشيعة، وهو وإن كان ناقلا لهذه الأقوال إلا أنه يرتضيها ولا يرد عليها، وكثيرا ما يؤيدها بأدلة من عنده". [23]
مثال اتجاهه الباطني تفسيره في قوله تعالى :
(ٱللَّهُ نُورُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ ٱلْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ ٱلزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِن شَجَرَةٍ مُّبَارَكَةٍ زَيْتُونَةٍ لاَّ شَرْقِيَّةٍ وَلاَ غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيۤءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ نُّورٌ عَلَىٰ نُورٍ يَهْدِي ٱللَّهُ لِنُورِهِ مَن يَشَآءُ وَيَضْرِبُ ٱللَّهُ ٱلأَمْثَالَ لِلنَّاسِ وَٱللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلَيِمٌ )[24]
قا ل :(مثل نوره) فيه وجوه أحدها: أن المعنى مثل نور الله الذي هدى به المؤمنين وهو الإيمان في قلوبهم عن أبي بن كعب والضحاك وكان أبي يقرأ مثل نور من آمن به والثاني: مثل نوره الذي هو القرآن في القلب عن ابن عباس والحسن وزيد بن أسلم والثالث: أنه عنى بالنور محمد صلى الله عليه وسلم وأضافه إلى نفسه تشريفاً له عن كعب وسعيد بن جبير فالمعنى مثل محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم الرابع: أن نوره سبحانه الأدلة الدالة على توحيده وعدله التي هي في الظهور والوضوح مثل النور عن أبي مسلم: الخامس: أن النور هنا أي طاعة أي مثل طاعة الله في قلب المؤمن. [25]
ه‌.         محاسن تفسيره
1.          تفسير مجمع البيان هو من أحسن تفاسير الشيعة وأشهرها، في غاية الاتقان وحسن الترتيب والتبويب.
2.          جمع مؤلفه إلى البحث عن اللغة والإعراب، وبيان النظام وسبب النزول، ثم فصل المعنى تفصيلا لم يكن فيه إطناب ممل ولا إختصار مخل.[26]
3.          وذكر في أول الكتاب ببيان الفنون السبعة في تعداد آي القرآن والفائدة في معرفتها، آسامي القراء المشهورين، ومعنى التفسير والتأويل وآسامي القرآن ومعانيها، وفي فضل القرآن يستحب للقارئ من تحسين اللفظ وتزيين الصوت وقرائته.[27]
‌د.            مآخذ تفسيره
1.          تأثر الطبرسى بفقه الشيعة فى تفسيره، ونجد الطبرسى فى تفسيره يتأثر بفقه الإمامية الإثنا عشرية وآرائهم الاجتهادية، فنراه يستشهد بكثير من الآيات على صحة مذهبه، أو يرد استدلال مخالفيه بآيات القرآن على مذاهبهم،.[28]
2.          حمله لكتاب الله على ما يتفق وعقيدته، وتنزيله لآيات الأحكام على ما يتناسب مع الاجتهادات التي خالف فيها هو ومن على شاكلته.[29]
3.          روايته لكثير من الأحاديث الموضوعة.[30]
الاختتام
        وبعد أن عرفنا بكل ما اشتمله هذا التفسير فيه المحاسن يميز هذا الكتاب والمآخذ لا بد أن لا نأخذها عند تفسير آية القرآن. ويسبب إلى انحراف والضلال. كان المؤلف الكتاب يعتمد على مذهب الشيعة، فنراه يستشهد بكثير من الآيات على صحة مذهبه، أو يرد استدلال مخالفيه بآيات القرآن علىمذاهبهم، وهو في استدلاله ورده، ودفاعه وجدله، عنيف كل العنف، قوي إلى حد بعيد.
        لكنه كذالك يجيد فى كل ناحية من النواحى التى يتكلم عنها، فإذا تكلم عن القراءات ووجوهها أجاد، وإذا تكلم عن المعانى اللُّغوية للمفردات أجاد، وإذا تكلم عن وجوه الإعراب أجاد، وإذا شرح المعنى والإجمالى أوضح المراد، وإذا تكلم عن أسباب النزول وشرح القصص استوفى الأقوال وأفاض، وإذا تكلم عن الأحكام تعرَّض لمذاهب الفقهاء، وجهر بمذهبه ونصره إن كانت هناك مخالفة منه للفقهاء، وإذا ربط بين الآيات آخى بين الجُمَل، وأوضح لنا عن حُسْن السبك وجمال النظم، وإذا عرض لمشكلات القرآن أذهب الإشكال وأراح البال.

مصادر البحث
البيهقي، أبو الحسن ظهير الدين علي بن زيد بن محمد بن الحسين ، تاريخ بيهق / تعريب، (دار اقرأ، دمشق) الطبعة الأولى، 1425ه
حسين الذهبي،الدكتور محمد السيد، التفسير والمفسرون، (مكتبة وهبة، القاهرة)، الجزء الثانى
 الرومى، فهد بن عبدالرحمن بن سليمان ، بحوث فى  اصول التفسير و مناهجه، (مكتبه التوبه، الرياض) 1419ه
الطبرسي، الفضل ابن الحسن، مجمع البيان في تفسير القرآن، (دار العلوم للطبعة والنشر والتوزيع، ) 1426ه
عبد الله الشريف، محمد عبد السلام كفافى ، في علوم القرآن دراسات ومحاضرات (دار النهضة العربيه، بيروت)
علي ايازي، السيد محمد ، المفسرون حياتهم ومنهجهم، (الطبعة والنشروزارت الثقافة الارشاد الاسلامى)، الطبعة الأولى، 1313ه
المغراوي ،محمد بن عبد الرحمن ، المفسرون بين التـأويل والإثبات في آيات الصفات،(مؤسسة الرسالة-دار القرآن)2000م
الخالدي ، صلاح عبد الفتاح ، تعريف الدارسين بمناهج المفسرين، (دار القلم: دمشق)، 2008م




[1]محمد بن عبد الرحمن المغراوي، المفسرون بين التـأويل والإثبات في آيات الصفات، 2000، مؤسسة الرسالة-دار القرآن،  ص 742
[2]الدكتور محمد السيد حسين الذهبي، التفسير والمفسرون، (مكتبة وهبة، القاهرة)، ص. 74 ج 2
[3]أبو الحسن ظهير الدين علي بن زيد بن محمد بن الحسين البيهقي، الشهير بابن فندمه،تاريخ بيهق / تعريب، (داراقرأ،دمشق1425هـ) ص. 438
[4]الذهبي، المفسرون حياتهم ومنهجهم،  ص 609 ج 2
[5]الفضل ابن الحسنالطبرسي، مجمع البيان في تفسير القرآن، (دار العلوم للطبعة والنشر والتوزيع) 1426ه ج 1 ص 7

[6]الذهبي، نفس المرجع، ص.78 ج 2
[7]الذهبي، نفس المرجع، ص.82 ج 2
[8]فهد بن عبدالرحمن بن سليمان الرومى، بحوث فى  اصول التفسير و مناهجه، (مكتبه التوبه، الرياض 1419)،ص.80
[9]محمد عبد السلام كفافى وعبد الله الشريف، فيعلوم القرآن دراسات ومحاضرات (دار النهضة العربيه، بيروت)، ص. 326
[10]الذهبي، نفس المرجع، ص.83 ج 2
[11]في علوم القرآن دراسات ومحاضرات، ص. 336
[12]الذهبي، نفس المرجع، ص.75 ج 2
[13]منبع بن عبد الحليم محمود، مناهج المفسرين، 2000، (دار الكتاب المصرى : القاهرة) ج 1 ص 155
[14]الفاتحة : 7
[15]الطبرسي ، نفس المرجع،  ج 1 ص 34
[16]الذهبي، نفس المرجع، ص.76 ج 2
[17]البقرة : 2
[18]الطبرسي، نفس المرجع، ص 46 ج 1
[19]محمد علي ايازي، المفسرون حياتهم ومنهجهم،1373، (مؤسسة الطباعة والنشر وزارة الثقافة والإرشاد الإسلامي: طهران) ص 612
[20]البقرة : 56
[21]الطبرسي،نفس المرجع،  ج 1 ص 156
[22]الذهبي، نفس المرجع، ج2 ص 106
[23]الذهبي، نفس المرجع،  ج 2 ص 105
[24]النور: 35
[25]الطبرسي، نفس المرجع، ص 182 ج 7
[26]ايازي، نفس المرجع، ص610
[27]ايازي، نفس المرجع، ص.611
[28]الذهبي،نفس المرجعص.84 ج 2
[29]صلاح عبد الفتاح الخالدي، تعريف الدارسين بمناهج المفسرين،2008م، (دار القلم: دمشق) ص 520
[30]الخالدي، نفس المرجع، ص 520