Minggu, 19 Februari 2017

الطريقة النقشبندية



الطريقة النقشبندية


المقدمة
الحمد لله الذي توحد بجلال ملكوته. وتفرد بجمال جبروته. له الصفات المختصة بحقه، هو الأول الأزلي قبل الكون والمكان، من غير أول ولا بداية، الآخر الأبدي بعد فناء المكنونات والأزمان بغير آخر ولا غاية. والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين محمد صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
فحينما التصوف أخذ الطرق في سبيل معرفة الله، فتتولد منه الطرق الصوفية المختلفة اخذت مناهجها على ألوان مختلفة، فإحدى من تلك الطرق الصوفية، الطريقة النقشبندية، فأرادت الباحثات أن يبحثن فترة من هذه الطريقة من تسميتها، ومؤسسيها، و نشأتها وتطورها، ومن مبادئيها.

البحث
الطريقة النقشبندية
‌أ.              تسمية هذه الطريقة
ينتسب اسم هذه الطريقة إلى محمد بهاء الدين شاه نقشبند،أما معناه اللغوي فهو مشتق من مصطاح فارسي مركب من كلمتين: "نقش" بمعنى صورة الطابع إذا طبع به على شمع أو نحوه و "بند" بمعنى ربط وبقاء من غير محو.والإصطلاحي هو نقش محبة الله في قلوب السالكين بالذكر المتواصل المأثر في سلوكهم وانطباعه فيها. وقيل أيضا أن رسول الله  وضع كفه الشريف على قلب الشيخ محمد بهاء الدين الاويسي نقشبند، فصار نقشا في القلب، فسميت هذه الطريقة باسمه، الطريقة النقشبندية.
‌ب.        المؤسسون لهذه الطريقة
زعم أهل هذه الطريقة أنها تنسب إلى أبي بكر الصديقفنسب إلى الرسول صلى الله عليه وسلم على أساس أن أبا بكر قد خلف الرسول في علمه وهديه، واستدل هذا الزعم بقول صلى الله عليه وسلم: ((ما صب الله في صدري شيئا إلا وصبيته في صدر أبي بكر))[1].
قد استقت مبادئ هذه الطريقة وأسسها لفضل تعاليم أربع شخصيات :
1.          سلمان الفارسي[2]
2.          أبو يزيد طيفور البسطامي[3]
3.          عبد الخالق الغجدواني[4]
4.          محمد بهاء الدين الأوسي البخاري المعروف بشاه نقشبند[5]. ومنه اشتق اسم هذه الطريقة.
‌ج.         نشأة هذه الطريقة وتطورها
أخذت الطريقة النقشبندية نشأتها في موطن الأتراك يعني فيمدينة بخارى التي هي عاصمة وطنهم قدر سبعة قرون ، ثم انتشرت في كل ساحة قام عليها حكمهم بداية من بلاد ما وراء النهر، وخراسان، فمرورا بالمناطق الهندية.
جاء في بعض مصادر للباحثين الأتراك ان الشيخ عبد الله الإلهي هو الذي فام لأول مرة بنشر الطريقة النقشبندية في المملكة العثمانية ما بين 1481- 11512 م[6].
ولقد عرفت هذه الطريقة، منذ نشأتها حتى الآن ، بعدة أسماء: فمن عهد أبي بكر الصديق حتى ابي يزيد البسطامي كانت تسمى صديقية.
ومن عهد أتي يزيد حتى عبد الخالق الغجدواني كانت  تسمى طيفورية نسبة إلى  الأسم الأول لأبي يزيد.
ومن الغجدواني إلى محمد بهاء الدين كانت تسمى خواجكانية نسبة إلى ختم (ذكر) الخواجكان الذي أدخله الغجدواني.
ومن محمد بهاء الدين أصبحت تعرف بالنقشبندية[7].
دخلت الطريقة في لباس جديد وتحت اسم "المجددية" إلى إسطنبول بدلالة رجل مشلول الساقين اسمه مراد بن علي بن داود الأزبكي[8]، فسمي باسم الطريقة النقشبندية "المجددية"، وما بعد ذلك اخذت هذه الطريقة اسم مشاييخه نسبة إليهم.
‌د.            من مبادئ الطريقة التقشبندية
‌أ.              الكلمات الفارسية ومعناها
نظرا من موطن نشأتها التي هي في موطن الأتراك المتخلطة بالفرس، فكانت أصول هذه الطريقة فارسية متأثرين بتعاليم الفلسفة.
وضع عبد الخالق الغجدواني وشاه نقشبند كلمات تعتبر الأصول الأولى للطريقة النقشبندية وهي:
1)          وقوف زماني ((wukuf zamani
ومعناه اطلاع المريد على استمرار الزمن، ومراقبة الله في حركاته وسكانته وفي أعماله وأحواله ليلا ونهارا.
 وفي ذلك يقول شاه تقشبند: "الوقوف الزماني عبارة عن أن تكون واقفا على أحوال نفسك، فإن كانت موافقة للشريعة مرضية لله تعالى فاشكره، وإلا فاستغفره"[9]. وقال محمد أمين الكردي :" أنه ينبغي للسالك بعد مضي كل ساعتين أو ثلاث ساعات، أن يلتفت إلى حال نفسه كيف كان في هاتين الساعتين أو الثلاث"[10]. والغاية من الوقوف الزماني هي تحقق الفناء في الله والبقاء بالله.
2)          وقوف عددي ((Wukuf Adadi
وهو عبارة الذكر الخفي القلبي مع رعاية عدد الوتر في النفي والإثبات. وأثره هو انتفاء الوجود عند النفي وظهور آثار الجذبات الإلهية عند الإثبات، وهذا هو اول مراتب العلم اللدني.
قال شاه بهاء الدين النقشبندي :" الوقوف العددي أول درجة العلم اللدني وهو بالنستة للمبتدئ يحتمل أن يكون معناه ما تقدم، وبالنسبة للواصل أن يقف على سريان الواحد الحقيقي في الأشياء ووقوفه على سريان الواحد في جميع اللأعداد الحسابية" [11] .
3)          وقوف قلبي ((Wukuf Qolbi)
وهو كما عرفه عبيد الله الأحرار: " الوقوف القلبي كناية عن الحضور مع الحق تعالى علة وجه لا يكون معه إلتفت إلى غيره"[12].
وهذه الكلمات الثلاثة من وضع شاه نقشبند وما يلي من وضع الغجدواني.
4)          نظر برقدم (Nazhar Barqadlam)
هو كون نظر السالك إلى قدميه عند سيره، وأن لا ينظر إلى الآفاق، دلالة التواضع.فالغاية من هذا حفظ النظر عن المعصية وعن أي شيء يشغلهعن الله، فيكون القلب نظيفا.
5)          هوش دردم (Huwasy Dardam)
هوش بمعنى العقل، ودر بمعنى في، ودم بمعنى النفس[13].فهو حفظ النفس عن الغفلةفي جميع أوقاته حتى يكون القلب حاضرا مع الله. فحضور النفس يعتبر حي موصول، واما غفلته ميت مقطوع عن الله.
وفي ذلك يقوله شاه نقشبند: " إن مبنى هذا الطريق على النفس، فينبغي لك أن تحفظ النفس وقت الدخول والخروج، بل تحفظ ما بين النفسين".[14]
6)          سفر در وطن (Safar Darwathan(
بمعنى سفر السالك من عالم الخلق الى جناب الحق.[15] ويقسم النقشبندية السفر غلى نوعين :
1-              سفر ظاهري من بلد إلى بلد سعيا وراء المرشد الكامل
2-             سفر باطني بأن يترك السالك هواه وشهواته. ومعنى ذلك ان ينتقل السالك من صفاته الخسيسة إلى الصفات الحميدة.[16]
7)          خلوة درانجمن ( Khalwat Daranjaman)
ومعناه الخلوة عن الناس مع كونه بينهم وحضور القلب تماما إلى الله في جميع الأحوال.  والخلوة نوعان :
1-             خلوة في الظاهر هي الخلوة عن الناس في مكان بعيد من الناس لعبادة الله وحده
2-             خلوة في الباطن هي خلوة الباطن من الناس مع كونه معهم.
 قاله شاه نقشبند:" أن يكون العبد في الظاهر مع الخلق وفي الباطن مع الحق".[17]
8)          يادكرد (Ya Dakrad)
ياد معناه الذكر، ويقصدون بذلك أن يذكر المريد بالنفي الإثبات (لا إله إلا الله)، كل يوم عدة آلاف من المرات. وطريقة الذكر عندهم ان يغمض الذاكر عينيه، ويطبق الفم، ويجعل السن على السن، ويلصق اللسان بعرش الفم، ويحبس النفس، ويذكر بالقلب لا باللسان (لا إله إلا الله). ويقول بعد ذلك في القلب محمد رسول الله، ويكررها على قدر قوة النفس[18]. زعم البعض أن الغاية من هذا الذكر ليس توحيد الله أو العبودية له، بل المقصود الأصلي هو طلب "المعرفة بالله" ومحاولة الوصول إليه، كما هو في الدينية البوذية [19].
9)          باركشت (Bar Kasyat)
هو قول "إلهي أنت مقصودي ورضاك مطلوبي"، والغاية من هذا هو توارث سر التوحيد الحقيقي في قلب الذاكر حتى غاب عن نظره وجود جميع المخلوق وشعر هو مع الخالق وحده.
10)     نكاه دشت (Nakah Dasyat)
نكاه بمعنى الحفظ، هو حفظ القلب من دخول الخواطر مع ملاحظة معنى النفي والإثبات (لاإله ألا الله).
11)     ياد داشت(Ya Dasyat)
هو كما عرفه محمد أمين الكردي: هو التوجه الصرف المجرد عن الألفاظ إلى مشاهدة أنوار الذات الأحدية، والحق أنه لا يستقيم إلا بعد الفناء التام والبقاء السابغ.[20]
‌ب.        الرابطة
هي عبارة عن استحضار روحانية أئمة رجال السلسلة النقشبندية، وذلك للاستفاضة من روحانيتهم لدفع الخواطر الشيطانية [21]. وقد جاء في الرسالة المذكورة نفسها لخالد البغدادي، وهو يقول: " إذ هي في الطريقة عبارة عن استمداد المريد من روحانية شيخه الكامل الفاني في الله بكثرة رعاية صورته ليتأدب، ويستفيض منه في الغيبة كالحضور. ويتم له باستحضاره الحضور والنور وينزجر بسببها من سفاسف الأمور [22].
يرى النقشبندية أن الرابطة من أعظم أسباب الوصول، بعد التمسك بالكتاب والسنة، وهو أقرب الطرق للفناء في الشيخ الذي هو مقدمة للفناء في حب الله تعالى.
وطريقتها أن يغمض المريد عينيه ويتخيل صورة شيخه يتعظيم ومحبة زائدين حتى يستفيد من صورته كما يستفيد من صحبته، إما إذا كان شيخه يقوم حلقة الذكر فعلى المريد أن يفتح عينيه وينظر بين عيني الشيخ [23]. وذكر فريد الدين آيدن عن طريقة الرابطة تفصيلا وهي كما يلي:
أولها : أن يكون المريد قد بايع ( شيخا فانيا في الله ).
ثانيها: ان يكون المريد طاهرا من الحدث الأكبر والأصغر.
ثالثها : أن يكون الباب مغلقا.
رابعها: ان يختار المريد محلا تغلب فيه الظلمة إذا كان الوقت نهارا. أو يعده بصورة خاصة، كإسدال الستائر على النوافذ او إطفاء المصابيح إذا كان الوقت ليلا.
خامسها:  أن يغمض المرييدد عينيه أثناء الرابطة.
سادسها: أن يراقب أنفساه في كل زفير وشهيق.
سابعها: أن لايتحرك من مكانه.ز
ثامنها:  ان يستحضر صورة شيخه في خياله على المنوال الذي سبق في موضوع التركيز.
تاسعها : أن يستمد من روحانية شيخه [24]

الاختتام
ينتسب اسم هذه الطريقة إلى محمد بهاء الدين شاه نقشبند، والمراد من هذه التسمية نقش محبة الله و في قلوبهم بالذكر المتواصل والسلوك المأثور من سادتهم. أما المؤسسون هذه الطريقةفهي من تعاليم أربع شخصيات : سلمان الفارسي، أبو يزيد طيفور البسطامي، عبد الخالق الغجدواني، محمد بهاء الدين الأوسي البخاري المعروف بشاه نقشبند. بدأت نشأة هذه الطريقة في المواطن الأتراك، ثم انتشرت في كل ساحة قام عليها حكمهم .ومن مبادئ الطريقة التقشبندية:  الكلمات الفارسية الإحدى عشرة و الرابطة.
لقد تم هذا البحث بعناية الله تعالى، الحمد لله والشكر له.

مصادر البحث
ورنيقة، أحمد محمد، التصوف الإسلامي الطريقة النقشبندية وأعلامها، جروس برس
آيدن، فريد الدين،الطريقة النقشبندية بين ماضيها وحاضرها، موقع للسلفيين الأترك
دمشقية، محمد أحمد سعيد، الطريقة النقشبندية، موقع الفرقان
الحسيني ،محمدعيد عبد الله بعقوب، السلسلة الذهبية في مناقب السادة النقشبندية، 2004، دار الفاربي
الخاني،عيد المجيد بن محمد، الحدائق الوردية في حقائق أجلاء النقشبندية، (2002:

كردستان العراق، دار ئاراس للطباعة والنشر) ص 162
 


[1]محمد أحمد ورنيقة، التصوف الإسلامي الطريقة النقشبندية نشأتها و أعلامها، ص 10
[2]سلمان الفارسي (ت 36 ه / 656 م) أصله من أصبهان
[3] اسمه طيفور بن عيسى بن آدم بن سروشان. ولد أبو يزيد البسطامي عام 188 ه/ 804 م ببسطام، وتوفي عام 264 ه/ 877 م ولم يعرف مكان دفنه
[4] ولد بقرية غجدوان القريبة من بخارى، ونشأبها وتوفي ودفن فيها أيضا
[5]ولد عام 717ه/ 1317 م في قصر العارفين، وهي قرية بالقرب من بخارى، وتوفي ليلة الإثنين ثالث شهر ربيع الأول 791 ه/ 1388م، ودفن في بستانه كما أوصى
[6] فريد الدين آيدن، الطريقة النقشبندية بين ماضيها وحاضريها، ص 22
[7] ورنيقة، المرجع السابق، ص 11
[8]كان هلفاء معصوم الفاروقي. على الرغم من الشلل الذي كان قد أصابه منذ طفولته قام برحلات وطاف أهم العواصم من البلاد الإسلامية مات في إسطنبول عام 1720 من الميلاد.
[9] ورنيقة، المرجع السابق، ص 24
[10]فريد الدين آيدن،المرجع السابق، ص 95
[11]عيد المجيد بن محمد الخاني، الحدائق الوردية في حقائق أجلاء النقشبندية، (2002: كردستان العراق، دار ئاراس للطباعة والنشر) ص 162
[12]عيد المجيد بن محمد الخاني،المرجع السابق، ص 162
[13]ورنيقة، المرجع السابق، ص 25
[14] ورنيقة، المرجع السابق، ص 25
[15] محمد أحمد سعيد دمشقية، المرجع السابق، ص 10
[16] ورنيقة، المرجع السابق، ص 25
[17] ورنيقة، المرجع السابق، ص26
[18] ورنيقة، المرجع السابق، ص 27
[19] فريد الدين آيدن، المرجع السابق،  ص 91
[20] فريد الدين آيدن، المرجع السابق،  ص 94
[21]ورنيقة، المرجع السابق، ص 28
[22]فريد الدين آيدن، المرجع السابق، ص 47
[23]ورنيقة، المرجع السابق، ص 28
[24]فريد الدين آيدن، المرجع السابق، ص 51