Rabu, 31 Januari 2018

أنواع القراءات



أنواع القراءات
المقدمة                                
القرآن كتاب أنزله الله على نبيه صلى الله عليه وسلم ليكون هدى للناس من كل شعب في كل زمان ومكان. وليس هذا القرآن خاص للعربيين مع كونه منزلا باللغة العربية. فكما الأمة الإسلامية مختلفة القبائل والأماكن ومتنوعة العادات والطباع والبيئات، فهكذا اللغة أيضا. فالصحابة عرب خلص بيد أن اختلاف قبائلهم وموطنهم أدى إلى انفراد كل قبيلة ببعض الألفاظ التي قد لا تعرفها القبائل الأخرى مع ان الجميع عرب، والقرآن الكريم جاء يخاطب الجميع، لذلك راعى القرآن الكريم هذا الأمر، فجاءت قراءاته المتعددة موائمة لمجموع من يتلقةن القرآن، فالتيسير على الأمة، والتهوين عليها هو السبب في تعدد القراءات.
ومع هذا التعدد والتنوع، منها ما تصح قراءاتها ومنها لا تصح قراءاتها. وهذا خطير لمن لم يعلم بهذه القراءات وصحتها. فلازم معرفة انواع هذه القراءات وحكم قراءتها حفظا لتأبد القرآن. فهذا البحث المتقدم يخصص في بحث أقسام القراءات وأنواعها وحكم قراءتها.
‌أ.              أنواع القراءات من حيث القبول والرد
تنقسم القراءات من حيث القبول والرد إلى قسمين، هما القراءات المقبولة والقراءات المردودة. وتنحصر هذا القسم إلى ضوابط ثلاثة التي هي شروط قبول القراءات. وهذه الضوابط الثلاثة هي ضابط السند، ضابط الرسم، وضابط العربية.
1.          القراءات المقبولة
القراءات المقبولة هي قراءة صح سندها، ووافقت رسم أحد المصاحف العثمانية ولو احتمالا، ووافقت أوجه العربية. [1] وتنقسم القراءات المقبولة إلى قسمين: القراءات المقبولة المقروء بها والقراءات المقبولة غير المقروء بها.
فالقراءات المقبولة المقروء بها هي القراءات التي تتوافر الضوابط الثلاثة ولا تخل منها إحداها. قال مكي بن أبي طالب القيسي عن هذا القسم: "قسم يقرأ به اليوم وذلك ما اجتمع فيه ثلاث خلال وهن أن ينقل عن الثقات عن النبي صلى الله عليه وسلم ويكون وجهه في العربية التي نزل بها القرآن سائغا ويكون موافقا لخط المصحف، فإذا اجتمعت فيه هذه الخلال الثلاث قرئ به وقطع على مغيبه وصحته وصدقه". [2] فحكم هذه القراءات قرآن باتفاق.
أما القراءات المقبولة غير المقروء بها هي القراءات التي صح سندها ووافقت العربية وخالفت الرسم.[3] قال الإمام مكي: "والقسم الثاني ما صح نقله عن الآحاد وصح وجهه في العربية وخالف لفظه خط المصحف فهذا يقبل ولا يقرأ به لعلتين إحداهما أنه لم يؤخذ بإجماع إنما بأخبار الآحاد، ولا يثبت قرآن بخبر الوحد، والعلة الثانية أنه مخالف لما قد أجمع عليه فلا بقطع على مغيبه وصحته، وما لم يقطع على صحته لا يجوز القراءة به، ولا يكفر من جحده ولبئس ما صنع إذا جحده". [4] فحكم هذه القراءات لا يعد قرآنا ولا يقرأ به إجماعا، ولكن يستتفاد منه في استنباط الأحكام، وفي التفسير والعربية.
2.          القراءات المردودة
القراءات المردودة هي كل قراءة اختل فيها أحد ضوابط القراءة المقبولة. [5] وهذه القراءات ثلاثة أنواع: القراءات التي صح سنندها ووافقت الرسم وخالفت االعربية ولم تتلق بالقبول عند علماء القراءات، والثاني القراءات التي لم يصح سندها سواء وافقت الرسم أم خالفته، وسواء وافقت العربية أم خالفتها، والثالث القراءات التي وافقت العربية ولا سند لها.[6] وحكم القراءات المردودة لا تعد قرآنا، ولا يقرأ بها في الصلاة او في غيرها تعبدا على الرأي الصحيح.[7]
‌ب.       أنواع القراءات من حيث السند
تنقسم القراءات من حيث السند إلى ستة أنواع، وهي :
1.          القراءات المتواترة
التواتر في اللغة يعني التتابع، والمتواترة هي المتتابعة. [8] والقراءة المتواترة هي القراءة التي رواها جماعة عن جماعة –من غير تعيين عدد على الصحيح- كذا إلى منتهاه يمتنع تواطؤهم على الكذب.[9] وهذه القراءة غالبة القراءات المقروء بها.
ومثاله : ( مالك وملك )  (يخدعون ويخادعون )، ( وأوصى ووصى )، ( ويطوع وتطوع )، أن السبع متواترة اتفاقا وهم أبو جعفر، ويعقوب، وخلف[10].
وحكم هذه القراءة قرآن باتفاق.
2.          القراءات المشهورة
الشهرة في اللغة تعني الظهور والوضوح، والمشهورة هي الظاهرة الواضحة. [11] والقراءات المشهورة هي القراءة التي صح سندها، ولم يبلغ درجة التواتر، ووافقت رسم المصحف ولو احتمالا، ووافقت وجها من العربية ، واشتهرت عند القراء بالقبول.
فالمثال من هذه القراءات، قوله تعالى: (ما أشهدناهم خلق السماوات والأرض) بدل (!$¨B öNåkEuhô©r& t,ù=yz ÏNºuq»yJ¡¡9$# ÇÚöF{$#ur)[12] وهذه القراءة لأبي جعفر المدني.
وحكم هذه القراءات قرآن باتفاق. 
3.          القراءات الآحادية
الآحاد في اللغة: جمع أحد، وههي مشتقة من مادة (و ح د) وهي تعني الرحدة والانفراد. [13] والقراءات الآحادية هي القراءة التي صح سندها وخالفت الرسم أو العربية أو لم تشتهر الاشتهار المذكور ولا يجوز القراءة بها[14].
ومثاله : قراءة عبد الله ابن مسعود وأبي الدرداء : ( والذكر والأنثى ) في (وماخلق الذكر والأنثى )[15]. من أمثلة ما صح سنده وخالف الرسم: كقراءة الجحدري وابن محيصن: (متكئِين علي رفارف خضر وعباقري حسان). من أمثلة ما صح سنده وخالف العربية (ولقد مكناكم في الأرض وجعلنا لكم فيها معائش) بالهمزة بدل الياء في كلمة (معايش). ومن أمثلة ما صح سنده ولم يشتهر الاشتهار المذكور (ولقد جاءكم رسول من أنفسكم) بفتح الفاء وكسر السين. ومن أمثلة ما صح سنده ووافق وجه اللغة العربية، لكن خالف الرسم (والذكر والأنثى).
وحكم هذه القراءات مقبولة ولكن لا يقرأ بها. وذكرت أماني بنت محمد عاشور علتين لحكمها، إحداهما: أنه لم يؤخذ بإجماع إنما بأخبار الآحاد، ولا يثبت قرآن يقرأ به بخبر الواحد. والعلة الثانية: أنه مخالف لما قد أجمع عليه فر يقطع على مغيبه وصحت، وما لم يقطع على صحته لا يجوز القراءة به، ولا يكفر من جحده ولبئس ما صنع إذا جحده.[16]
4.          القراءات الشاذة
الشذوذ في اللغة : مضتق من مادة (ش ذ ذ ) وهو اللانفراد والندرة، وما جاء على خلاف الأصل. وفي اصطلاح القراء: هي القراءوة التي لم يصح سندها، أو خالفت الرسم أو لا وجه لها في العربية. [17]
ومثاله : قراءة ابن السّميفع وأبي السمال ( ننجيك ببدنك ) " ننجيك" بالحاء المهملة (ننحيك)، و ( تكون لمن خلفك آية ) بفتح سكون الام[18]. وحكم هذه القراءات لا يقرأ بها تعبدا، لأنه لم يصل إلينا بطريق يعتد به.
5.          القراءات المدرجة
الإدراج في اللغة: لفظ مشتق من مادة ( د ر ج)، وهو يعني الدخول والتضمين. و القراءات المدرجة هي القراءات التي زيدت علي وجه التفسير. [19] مثالها كقراءة سعد ابن أبي وقاص ( وله أخ أو أخت من أم ) بزيادة لفظ ( من أم ) فلا يجوز الاعتقاد بأن هذه الزيادة من القرآن[20].
وحكم هذه القراءات لا تعتبر قراءة، وإنما اعتبر كذلك نسبة إلى راويه.
6.          القراءات الموضوعة
الوضع في اللغة هو الاختلاف، والقراءات الموضوعة هي القراءة التي نسبت إلى قائلها من غير أصل- أي من غير سند مطلقا- أو هي المكذوبة المختلقة المصنوعة المنسوبة إلى قائلها افتراء.[21]
المثال ، القراءة المنسوبة إلى أبي حنيفة-زورا- التي جمعها عنه أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي، ونقلها عنه أبو القاسم الهذلي، ومنها (إنما يخشى اللهُ من عباده العلماءَ)، برفع (الله) ونصب (العلماء) في قوله تعالى : (š$yJ¯RÎ) Óy´øƒs ©!$# ô`ÏB ÍnÏŠ$t6Ïã (#às¯»yJn=ãèø9$# 3)[22]. وحكم هذه القراءات لا يعد قراءة، ولا يدخل في مفهومها، وإنما سمي قراءة نسبة إلى راريه.
‌ج.         أنواع القراءات من حيث اتحاد المعنى وتعدده
1.          القراءات المتحدة المعنى
القراءات المتحدة المعنى هي القراءات التي اختلف لفظها واتفق معناها. [23] المثال من هذه القراءات، قوله تعالى (§bÎ)ur öNä.qè?ù'tƒ 3t»yé& öNèdrß»xÿè?)[24] ، قرأ حمزة (أَسْرى) بفتح الهمزة وسكون السين من غير ألف، وأما القراءة الولى فهي قراءة الباقين من العشرة بضم الهمزة وألف بعد السين.[25]
2.     القراءات المتعددة المعنى
القراءات المتعددة المعنى هي القراءات التي اختلف لفظها ومعناها أيضا، واختلاف المعاني في هذا النوع هو من باب اختلاف التنوع لا من باب اختلاف التضاد، لن اختلاف التضاد منفي عن القرآن بنصه الصريح.
ومن أمثلة هذه القراءات قوله تعالى: ((#qè=yèy_ur ¬! #YŠ#yRr& (#q=ÅÒãÏj9 `tã ¾Ï&Î#Î7y 3 ö)[26]، قرأ ابن كثير وأبو عمرو : (ليَضلوا عن سبيله) بفتح الياء أي ليَضلوا، هم، أي يصيرين ضلالا. وقرأ الباقون من السبعة (ليُضلوا) بضم الياء، أي ليُضلوا غيرهم فهذه القراءات تفيد معناها أنه ضال مضل: أي أنهم ضالون لشركهم مضلون غيرهم.
الاختتام
انزل الله القرآن الكريم موجها الى كافة الناس في جميع الأقطار و الأماكن، مختلفة الشعوب والعادات والطبيعات واللهجات. فالقرآن بكونه منزلا باللغة العربية لاينافي خطابه لجميع الأمة باختلاف اللغات واللهجات، فهو ميسر للقراءة أنزله الله على سبعة احرف. لذلك راعى القرآن الكريم هذا الأمر، فجاءت قراءاته المتعددة موائمة لمجموع من يتلقةن القرآن، فالتيسير على الأمة، والتهوين عليها هو السبب في تعدد القراءات.
فبعد البحث المتقدم، يبدو لنا أن أنواع القراءات بوجهها العامة مع مراعاة الضوابط الثلاثة في كل أقسامها، إنها تنقسم إلى قسمين مهمتين تندرجان تحتهما أنواع القراءات، فهما القراءات المقبولة/ الصحيحة يقرأ بها، والقراءات المردودة لا يقرأ بها.
فالقراءات المقبولة أو الصحيحة تندرج تحتها القراءات المتواترة، القراءات المشهورة والقراءات الآحادية الموافقة للعربية والتي صح سندها، وليس فيها علة أو شذوذ وخالفت الرسم.
وأما القراءات المردودة تندرج تحتها : القراءات الآحادية التي لا وجه لها في العربية، القراءة الشاذة، القراءات المدرجة والقراءات الموضوعة.
المراجع
آل اسماعيل ، نيبل بن محمد بن ابراهيم ، علم القراءات نشأته أطواره اثره في العلوم الشرعية، ط.1، (الرياض: مكتبة التوبة، 2000)
القيسي، مكي بن أبي طالب ، الإبانة عن معاني القراءات، (دمشق:دار المأمون للتراث، 1979 م)
حراق هدى ، علم القراءات، (وزارة التعليم العالي والبحث العلمي جامعة المير عبد القادر للعلوم الإسلامية)
المزيني، عبد العزيز بن سليمان بن ابراهيم ، مباحث في علم القراءات، ط.1، ( الرياض: دار كنوز إشبيليا، 2011)
أماني بنت محمد عاشر، الأصول النيرات في القراءات، ط.3(الإسكندرية :مدار الوطن اانشر، 2011)
ألهام، شقرون ، بحث العلمى في الموضوع : التوجيه اللغوى لقراءة نافع في تفسير الطاهر بن عاشور،  (تلمسان، 2014 م )








[1] نيبل بن محمد بن ابراهيم آل اسماعيل، علم القراءات نشأته أطواره اثره في العلوم الشرعية، ط.1، (الرياض: مكتبة التوبة، 2000)، ص 35
[2] مكي بن أبي طالب القيسي، الإبانة عن معاني القراءات، (دمشق:دار المأمون للتراث، 1979 م)، ص 39
[3] هدى حراق، علم القراءات، (وزارة التعليم العالي والبحث العلمي جامعة المير عبد القادر للعلوم الإسلامية)، ص 28
[4] القيسي ، الإبانة عن معاني القراءات، ص 39-40
[5] نيبل بن محمد، علم القراءات نشأته أطواره اثره في العلوم الشرعية، ص 39
[6] هدى حراق، علم القراءات، ص 29-30
[7] نيبل بن محمد، علم القراءات نشأته أطواره اثره في العلوم الشرعية، ص 41
[8] نفس المرجع، ص 41
[9] عبد العزيز بن سليمان بن ابراهيم المزيني، مباحث في علم القراءات، ط.1، ( الرياض: دار كنوز إشبيليا، 2011)، ص 84
[10]  أماني بنت محمد عاشر، الأصول النيرات في القراءات، ط.3(الإسكندرية :مدار الوطن اانشر، 2011)، ص : 52
[11] نيبل بن محمد، علم القراءات نشأته أطواره اثره في العلوم الشرعية، ص 42
[12] الكهف : 51
[13] نيبل بن محمد، علم القراءات نشأته أطواره اثره في العلوم الشرعية، ص 43
[14]  شقرون ألهام، بحث العلمى في الموضوع : التوجيه اللغوى لقراءة نافع في تفسير الطاهر بن عاشور،  (تلمسان، 2014 م )، ص : 13
[15]  أماني ، الأصول النيرات في القراءات، ص : 52
[16] نفس المرجع، ص 52
[17] نيبل بن محمد، علم القراءات نشأته أطواره اثره في العلوم الشرعية، ص 44
[18]  أماني ، الأصول النيرات في القراءات، ص : 53
[19]  نفس المرجع
[20]  نفس المرجع
[21] نيبل بن محمد، علم القراءات نشأته أطواره اثره في العلوم الشرعية، ص 45
[22] فاطر : 28
[23] نيبل بن محمد، علم القراءات نشأته أطواره اثره في العلوم الشرعية، ص 46
[24] البقرة: 85
[25] نيبل بن محمد، علم القراءات نشأته أطواره اثره في العلوم الشرعية، ص 47
[26] ابراهيم: 30

Tidak ada komentar:

Posting Komentar