Minggu, 19 Februari 2017

مفاتيح الغيب لفخر الدين الرزى




مفاتيح الغيب لفخر الدين الرزى
 
المقدمة
إن الحمد الله والثناء عليه، حمدا يوافى نعمه ويكافي مزيده. أشهد أن لا إله إلا الله هو الذي سخر لنا ما في السموات والأرض وأبغ علينا ظاهرة وباطنا. وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، أرسله بالهدي ودين الحق وهدانا إلى صراط الله المستقيم. اللهم صل وسلم على عبدك ونبيك محمد وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
إن مفاتيح الغيب هو أكير تفسير بالرأي والمعقول، ويذكر فيه الؤلف السورة مع غيرها، وكذلك المناسبات بين الآيات ويستطرد فى العلوم الكونية، ويتوسع بها، كما يذكر المسائل الأسولية والنحوية والبلاغية والاستنباطت العقلية. كما يبين الرزى معانى القرآن المكريم وإشاراته وفيه أبحاث مطولة فى العلوم الاسلامية وكذلك مذاهب الفقهاء وأدلتهم فى آيات الأحكام وينتصر لمذهب أهل السنة في العقيدة ويرد على المعتزلة وأقوال الفرق الضالة وينفذ مذاهبهم كما يرد على الفلاسفة.

البحث
1.حياته 
         أبو عبد الله محمد بن عمر بن الحسين بن الحسن بن علي الرزي المولد، الطيرستاني الأصل القرشي التيمي البكري الشافعي الأشعري الملقب بفخر الدين الرزى أو بن خطيب الري. هو إمام مفسر فقيه اصولي، عالم موسوعى امتدت بحوثه ودراساته ومؤلفاته من العلوم الإنسانية اللغوية و العقلية إلى العلوم البحتة في: الفيزياء، الرساضيات، الطب، الفلك. ولد في الرى . قرشى النسب، أصله من طبرستان. رحل إلى خوارزم وما النهر وخراسان. وأقبل الناس على كتبة يدرسونها، كان يحسن اللغة الفارسية. كان قائما لنصرة أهل السنة والجماعة، ويرد على الفلاسفة والمعتزلة، وكان إذا ركب يمشى حوله ثلاث مئة تلميذ من الفقهاء، ولقب يشيخ الإسلام في هراة وله تصانيف كثيرة ومفيدة فى كل فن من أهلها: التفسير الكبير الذي سماه " مفاتيح الغيب " وقد جمع فيه ما لا يوجد فى غيره من التفاسير، وله " المحصول " فى علم الأصول، و" المطالية " فى العلم الكلام،"ونهاية الإجاز فى دراية الإعجاز "فى البلاغة، و"الأربيعين في أصول الدين " وكتاب الهندسة وقد اتيصل الرزى بالسلطان محمد بن تكشى الملقب بخواروم شاه ونال الحظوة لدينه
       ولد فخر الدين الرزى بمدينة الري علم 543 ه / 1148 م، وكان والده الإمام ضياء الدين بن الحسن فقيها اشتغل بعلم الخلاف فى الفقه وله تصانيف كثيرة فى الأصول والوعظ وغيرهما.وعلى يد والده تعلم فخر الدين الرزى العلوم اللغوية والدينية،وتتلمذ فى العلوم العقلية على يد مجد الدولة الحيلى بمدينة مراغة (قرية مشهور بأذرييجان. صار لفخر الدين الرزى تلاميذ ضاروا علماء كبارا : زين الدين الكشى، وشهاب الدين المصري. وقد كان فخر الدين الرزى شديد الدقة فى أبحاته، حيد الفطرة،حاد الذكاء،حسن العبارة قوى النظر فى صناعة الطب ومباحتها،عارفا بالأدب،يتقن العربية والفاريسة،وله شعر باللغتين العربية والفارسية. وكان طلاب العلم يقصدونه من كافة البلدان يعشقون مجلسه والاستماع إليه،وكان يعقد مجالسه العلمية حيتما حل فى بلاد فارس، وخراسان، وبلاد ما وراء النهر، وكان يقرب منه فى حلقات تلاميذه الكبار،وبقية الطلاب والأمراء والعظماء من مستمعيه فى حلقة تتلوها حلقة
2.مؤلفاته
 له كتاب ومؤلفات كثيرة جدا فى جميع علوم عصره، شملت قنون التفسير،والفقه،وأصوله،وعلم الكلاه والفلاسفة،والبلاغة،وغيرها،وقد ذكر ابن كثير فى البداية والنهاية انها تصل لحوالى مائتى كتاب، بعض منها :
ا.   التفسير الكبير أو مفاتيح الغيب
2.  التفسير الصغير، أسرار التنزيل وأنوار التأويل
3. تأسيس التقديس (أساس التقديس فى العلم الكلام)
4. المطالب العالية من العلم الإلهى، فى ثلاثة مجلادات، ولم يتمه، وهو من آخر تصانيقه
5. محصل أفكار المتقدمين والمتأخرين من العلماء والحكماء والمتكلميين.
6. اعتقادات فرق المسلمين والمشركين
7. المحصول فى علم أصول الفقه.
8. المباحت المشرقية فى العلم الإلهيات والطابيعيات
9. لوامع البينات شرح أسماء الله تعالى والصفات (شرح أسماء الله الحسنى)
10. معالم أصول الدين ونحوه
  .3تفسيره ومنهجه في تفسير القرآن الكريم
ألف الرازي كتابين في التفسير: الأول : التفسير الكبير وسماه(مفاتيح الغيب)، والثاني التفسير الصغير وسماه (أسرار التنزيل وأنوار التأويل).[1] ولم يتم الرازي تفسيره، بل يتمه الشيخ نجم الدين أحمد بن محمد القمولي وشاركه في تكميله شهاب الدين الخويي.
أما طريقته في التفسير، فقاله السيد محمد علي ايازي في كتابه المفسرون حياتهم ومنهجهم : ذكر اسم السورة، ومحل نزولها وعدد آياتها، والأقوال التي فيها، ثم يذكر الآية أو الآيتين أو مجموعة من الآيات وذكر المناسبات بين الآيات والسور وبعضها مع بعض، ثم يدخل في بيان المسائل وعددها بقوله : إن في الآية مسائل، وقد تبلغ العشر أو أكثر من المسائل، وقد يبين هذه المسائل بعناوين مثل النحو والأصول، وسبب النزول، واختلاف أوجه القراءات، وغيرها. [2]
وقال الدكتور صلاح عبد الفتاح الخالدي في كتابه تعريف الدارسين بمناهج المفسرين : تفسير الرازي (مفاتيح الغيب) تفسير بالرأي المحمود، وهو ممثل لهذه المدرسة، وعمدة التفاسير العقلية للقرآن. وكما كان تفسير الإمام الطبري موسوعة ومستودعا للأقوال المأثرة في التفسير، كان تفسير الإمام الرازي موسوعة ومستودعا للتوجيهات العقلية، والأقوال النظرية في التفسير[3]
 .4مميزات هذا التفسير :
1.     التركيز على التناصق والتناسب في التفسير
2.     إظهار جمال النظم القرآني
3.     الأمانة العلمية والحياد الموضوعي في تقرير أدلة المخالفين وحججهم  ومذاهبهم وبراهينهم
4.     حصر الآراء والأقوال في القضية الواحدة، مع أدلتها وبراهينها
5.     إبطال المذاهب الباطلة، ونقض أقوالها وأدلتها والرد على الملحدين والمادين، ودحض أقوال الفرق، كالمعتزلة والشيعة والمرجئة
6.     الموهبة الفذة في توليد المسائل، وتسلسل المعاني الأفكار، والنفس الطويل في المناقشة والجدال والرد، وهو متفرد في هذا بين المفسرين
7.     التركيز على التفسير العلمي، والاستفادة من العلوم والمعارف المختلفة، في تفسير الآيات وتوسيع معانيها وعلومها.
8.     ترك الإسرائيليات والخرافات والأساطير
9.     الأسلوب العلمي التفريري الذي صاغ به الرازي تفسيره[4]
  .5مآخذ هذا التفسير
1.     عرض العقيدة في قالب فلسفي كلامي
2.     الاستطراد في كثير من المباحث والقضايا المستقلة، التي لا علاقة بالتفسير
3.     المبالغة في الترجيحات العقلية، حتى للمغيبات والقراءات واللغويات
4.     الإكثار من إيراد أقوال الفلاسفة والمتكلمين في تفسير الآيات
5.     قلة معرفة الرازي بالحديث، وإيراد أحاديث ضعيفة أو موضوعة
6.     المجادلات العقيمة الكثيرة للمعتزلة وغيرهم من الفرق، وكثرتها في التفسير
7.     التقصير أحيانا في الرد على شبه الخصوم
8.     الخروج عن المنهج السوي أحيانا، وتفسير الآيات بالإشارات الصوفية والروحانية
9.     تحويل التفسير إلى موسوعة علمية ثقافية ضخمة، لاصلة لها بالتفسير. قال ابن تيمية في هذا : فيه كل شيء إلا التفسير. وقال ابن خلكان : جمع الرازي في تفسيره كل غريب وغريبة.[5]
  .6مصادر تفسيره ومن أثر به ممن جاؤوا بعده
للإمام الرازي مصادر في التفسير رجع إليها وأخذ منها، من أشهر هذه المصادر التفسيرية: تفسير الزمخشري، وتفسير أبي مسلم الأصفهاني، وتفسير الأصم، وتفسير أبي علي الجبائي، وتفسير علي بن عيسى الرماني، وهذه تفاسير للمعتزلة
ومن مصادره أيضا: معاني القرآن للفراء، ومعاني القرآن للزجاج، وأحكام القرآن للجصاص الحنفي الرازي، وتفسير ابن جرير الطبري
وقد أثر الإمام الرازي في المفسرين الذين جاؤوا بعده، واخذوا منه ما أرادوا من تفسيره، ومن هؤلاء : البيضاوي، وأبو حيان الأندلسي، وابن كثير، والقمي النيسابوري، والآلوسي، ومحمد رشيد رضا[6]

الخلاصة
 أبو عبد الله محمد بن عمر بن الحسين بن الحسن بن علي الرازي الملقب بفخر الدين الرزى أو بن خطيب الري، ولد في الرى قرشى النسب،  وأصله من طبرستان. مذهبه الشافعي . وتفسيره مفاتيح الغيب المشهور بالتفسير الكبير. وطريقته في التفسير أنه  ذكر اسم السورة، ومحل نزولها وعدد آياتها، والأقوال التي فيها، ثم يذكر الآية أو الآيتين أو مجموعة من الآيات وذكر المناسبات بين الآيات والسور وبعضها مع بعض، ثم يدخل في بيان المسائل وعددها . أما منهجه في التفسير هو التفسير بالرأي الممدوح أو الجائز ولونه في التفسير هو التفسير العلمي. ومن مميزات تفسيره التركيز على التناصق والتناسب فب التفسير، إظهار جمال النظم القرآني ،الأمانة العلمية والحياد الموضوعي في تقرير أدلة المخالفين وحججهم  ومذاهبهم وبراهينهم. ومن مآخذ تفسيره تحويل التفسير إلى موسوعة علمية ثقافية ضخمة، لاصلة لها بالتفسير حتى قال ابن تيمية في هذا : فيه كل شيء إلا التفسير. وقال ابن خلكان : جمع الرازي في تفسيره كل غريب وغريبة.و من مصادره تفسيره أنه أخذ أكثر من التفسيرات المعتزلة مع النقد والرد في آرائهم. وأثر المفسرون من جاء بعدهم البيضاوي، وأبو حيان الأندلسي، وابن كثير، والقمي النيسابوري، والآلوسي، ومحمد رشيد رضا.

مصادر البحث
الرومي، فهد بن عبد الله بن عبد الرحمن، بحوث في أصول التفسير ومناهجه،الرياض: مكتبة التوبة
الذهبي، محمد حسين، التفسير والمفسرون، القاهرة: مكتبة وهبة، الجزء الأول
ايازي، محمد علي، المفسرون حياتهم ومنهجهم ، طهران: مؤسسة الطباعة والنشر وزارة الثقافة والإرشاد الإسلامي. 1313 ه
الخالدي، صلاح عبد الفتاح، تعريف الدارسين بمناهج المفسرين، دكشق:دارالقلم . 2008م.  



[1]  فهد بن عبد الرحمن بن سليمان الرومي، بحوث في أصول التفسير ومناهجه، ص 155
[2]  محمد علي ايازي، المفسرون حياتهم ومنهجهم، ص 651
[3]  صلاح عبد الفتاح الخالدي ، تعريف الدارسين بمناهج المفسرين ، ص 475
[4]  الخالدي، المرجع السابق ، ص 490
[5] الخالدي، المرجع السابق ، ص 492
[6] الخالدي، المرجع السابق ، ص 475

Tidak ada komentar:

Posting Komentar