البحث
أ.
نشأة الدخيل في التفسير
إن نشأة الدخيل في التفسير لا يستقل من تطور مراحل التفسير من زمن إلى زمن.
كما أن التفسير في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم و في عهد الصحابة محصر في روايات
التفسير وحفظ أسانده. وظلفي عهد آخر التابعين أو تابع التابعين اختصار الأسانيد
ورفعها دون ذكر أصحاب قائلها. فاختلط بين الصحيح بالضعيف حتى كاد لايبدو الفرق
بينها الا بعد التدقيق والبحث العسير. فهذا اختصار الأساند وذكر الأقوال غير
منسوبة إلى قائليها نقطة مهمة لنشأة الددخيل في التفسير.
وازداد هذا الخطر في العصر التدوين بعد ما اتسعت الفتوحات الإسلامية واخترعت
أبوابا من أبواب العلوم ودخلت فرق وجماعات
لها آراء وميول وأهواء منحرفة وتعصب كل فريق لرأيه وجعله هو المقياس والميزان في
تفسيره وتلون التفسير بأنواع من أنواع العلوم كالفقه واللغة والإعراب والنحو
والفلسفة فدخلت الأشياء الكثيرة ليست من التفسير في شيء.
ب.
أسباب الدخيل
نظرا من نشأة الدخيل، فنتخلص أن أسبابه داخلية و خارجية[1].
أولا: الأسباب الداخلية:
(1)
حذف الأسانيد والابتعاد عن مصادر التفسير الصحيحة
(2)
دخول الاسرائيليات في التفسير من خلال سؤال أهل الكتاب
عن تفسير النص القرآني، وجعل الروايات
الإسرائيلية تفسيرًا لكتاب الله
(3)
ظهور فنون خاصة ومختلفة كالفقه واللغة والتصوف و
الاعتماد عليها بمفردها في التفسير
ثانيا:
الأسباب الخارجية:
(1)
ظهور
الفرق والاختلافات السياسية والمذهبية
فمن البحث السابق، نختص هنا في البحث عن الإسرائيليات.
ت.
معنى الإسرائيليات
قال
محمد حين الذهبي في كتابه، (لفظ الإسرائيليات ، جمع من إسرائيلية، وهي قصة أو
حادثة تروى عن مصدر إسرائيلي. والنسبة فيها إلى إسرائيل ، وهو يعقوب بن إبراهيم
أبو الأسباط الاثنى عشر، وإليه ينسب اليهود.[4]
ومعنى
الإسرائيليات في الاصطلاح، هو ما يدل على كل ما تطرق إلى التفسير والحديث من
أساطير قديمة منسوبة في أصل روايتها إلى مصدر يهودي أو نصراني أو غيرهما. )[5]
إذا
معنى الإسرائيليات في مفهومنا هي كل ما جاء في التفسير من أصل روايات أهل الكتاب.
ث.
العلاقة بين الإسرائيليات و الدخيل في التفسير
كما ورد في إحدى مجلات الجامعة المدينة العالية: (بعدما عرفنا معنى الدخيل ومعنى الإسرائيليات، وأن
كلًّا منهما غريب على التفسير وبعيد عنه. نقول: إن الإسرائيليات جزء من الدخيل،
فالدخيل أعم من الإسرائيليات؛ لأن لفظ الدخيل كلمة واسعة تتناول القسمين، الدخيل
المأثور، ودخيل الرأي، بينما الإسرائيليات هي جزء فقط من أنواع الدخيل في النقل
والمأثور.وكلاهما الإسرائيليات والدخيل أمر مرفوض؛ لأنه
يجيء بما لا يتفق مع القرآن الكريم شرحًا صحيحًا، وإن كنا سنقول: إن من
الإسرائيليات ما يتفق مع القرآن أو ما لا يتعارض معه، وهذا سيكون مقبولًا إن شاء
الله.)[6]
وقال في هذا عماد يعقوب حمتو :( الدخيل
يشمل الإسرائيليات وغيرها من الأحاديث الضعيفة والموضوعة والتأويلات التي لا سند
لها ،والخروج بالآية القرآنية عن معناها الحقيقي والاستدلال بها علي غير ما يحتمله
معناها وشطحات المتصوفة في التفسير ، كل هذا يسمي دخيل .إذاً الإسرائيليات جزئية
من جزئيات الدخيل. فكل الإسرائيليات دخيل ، وليس كل الدخيل إسرائيليات فالعلاقة بينهما علاقة العموم
والخصوص المطلق .[7]
مصادر البحث
مناهج
جامعة المدينة العالية، الدخيل في التفسير، جامعة المدينة العالية
حمتو،
عماد يعقوب، الدخيل في التفسير أصوله وضوابطه، جامعة القدس
الذهبي،
محمد حسين، الإسرائيليات في التفسير والحديث، 1990، مكتبة وهبة،
القاهرة
Tidak ada komentar:
Posting Komentar